انسانية قلم..!!

بسم الله الرحمن الرحيم

ِ

( انسانية قلم 000)



أمسكت القلم وبدأت أفكر وأعتصر أفكاري ماذا تريد أن يخط هذا القلم ، أو بالأحرى عن ماذا يصور بالكلمات في ظل ضخم هذا التفكير 000 عنفوان الحياة أم رحيق الحب ؟ أو شذى الأحلام الوردية 000 صور من الأفكار التي تختزن في الذاكرة طويلة المدى ، صور كانت في وقتها تعبر عن الواقع الذي نعيش 000 حياة مليئة بالتفاؤل وصور من العشق الشفاف السرمدي وأحلام لا محال إلا أن تتحقق 000

رفض القلم أن يسير على الورقة ، ورفض مجرد أن يخط لو حرفا واحدا ، وإذا في قرارة نفسي أخاطبه قائلا:-

- لماذا لا تريد أن تكتب ؟ وأنت صديق عمري منذ نعومة أظافري 000؟

- ألا ترى أن مجرد أن أخط على هذه الورقة البيضاء الصافية أكبر عمل إرهابي ارتكبه في حياتي 000؟ فكيف أخط الآلام والأحزان وبعض الأشجان السوداء على هذا البياض الطاهر 000!!!

- كم من مآسي خطت بأقلام متعددة على صفحات كانت بيضاء ، ولوثت أحلام وجردت الكثير من إنسانيتهم وحرياتهم 000؟؟؟

- لو فعل كل قلم ما أفعله الآن معك ، لما كان هذا العناء ، هذا الإذلال الوجداني والإنساني 000

- أوعدك بأن لا امسك بك واكتب من خلالك إلا إذا كان هناك شيئاً رائعاً يستحق أن يذكر ويستحق أن تلون الصفحات البيضاء بتلك الأماني والأحلام التي اختزنها في ذاكرتي 000

- وأعاهدك أيضا ، بأن لا يستنزف مني الحبر ، وسأجمده لحين أن تتحقق الآمال ويعم السلام والأمن الإنساني 000 ويفرح الأطفال ، وتملأ الشفاه بالابتسامات الجميلة ، ويحب كل منا الأخر 000



لو فعل كل إنسان ذو صاحب موقف فعل هذا القلم الصامت لكان وضع حياتنا غير ذلك ، فالحياة لا تريد المستسلم ولا تريد المتمرد في نفس الوقت ، تريد أن نسير على وتر الحرية المعبرة عن كينونة الإنسان وإنسانيته ، وإنسانية الإنسان بما تحمل من مشاعر وأفكار وانفعالات راقية مبتعدة عن الأنانية وعن الرذيلة000 فتحية حب وولاء وإعجاب لهذا القلم الذي رفض مجرد المشاركة في التعبير عن المآسي والآلام التي سيطرت على حياتنا 000 فعاش القلم حراً ذو موقف واحد وصامد000!!!



منقول عن كاتبه مشهور ( محمد جبر ) مهداوي